الأربعاء، 6 فبراير 2013

ميثاق الشرف الصحفي (1)

بين الفرد والاخرين لابد من وضع خطوط عريضه لتحدد طبيعة التعامل فتكون بمثابة الدستور الذي ينظم العلاقة ويرسم فلسفة خاصة تناسب شكل المجتمع و تحرك افراده وفقا لبنود هذا الميثاق او الدستور ، وعند الحديث عن ميثاق الشرف الصحفي يجب التحدث عن الاخلاقيات والسلوكيات والارشادات الاساسية الواجب على كل صحفي الالتزام بها في التعامل مع المصادر والجمهور وتأتي فلسفة المواثيق الاخلاقية الصحفية من رغبة المجتمع في وضع معايير لممارسات وسائل الاعلام وفقا لمنطق (افعل ولا تفعل) .

ماهو ميثاق الشرف الصحفي؟

يعرف سليمان صالح في كتابه اخلاقيات الاعلام ميثاق الشرف بأنه منظومة من الارشادات التي تساعد الصحفي على الالتزام بالمسئولية الصحفية وأن يشعر انه مسئول نحو مهنته وجمهوره. ومع تباين محتوى ميثاق الشرف الصحفي من دولة الى اخرى تتباين ايضا الجهات الواضعه للميثاق ،فبعض المواثيق توضع من قبل صحفيون واعلاميون واخرى من قبل الناشرون وأصحاب الصحف او منظمات حكومية او غير حكومية.

اول ميثاق شرف صحفي متى ؟ وأين ؟

صدر اول ميثاق في السويد عن طريق نادي الاعلاميين الذي انشيء في العام 1874 ليضم مجموعة من الصحفيين والناشرين ورؤساء التحرير وكان من أهم وظائفه تلقي شكاوى الجمهور ضد الصحف ، وبشكل عام كانت المواثيق الاولى قصيرة ومكونه من فقرات قليلة وتغطي بعض المبادئ الاساسية.

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

العلاقة بين الاعلام والسلطة من منظور ثوري

تختلف العلاقة بين السلطة الحاكمة و وسائل الاعلام من دولة لاخرى ويعد النظام القمعي والسلطوي من اشهر الاشكال التي تتخذها العلاقة بين الطرفين ولكن دعونا نتعرف على النظرية الثورية احدى النظريات التي ذكرها كتاب نظريات اربع للاعلام لسيبرت وشرام.
بداية ظهرت نظرية الثورية في الاتحاد السوفيتي قبل ثورة 1917 وفي مراحل النضال الوطني ضد الاستعمار في دول العالم الثالث والدول المحتلة وكان هدفها الاساسي يتمحور حول الاطاحة بالحكومة الوطنية القائمة لخضوعها تحت سلطة الاحتلال وتعد كتابات لينين هي الالهام الرئيسي لهذه النظرية و وفقا لهذا المبدا فوسائل الاعلام لاتخضع لسلطة الحكومة فهي ملك للمنظمات والحركات الثورية وهي من تمتلك حق القبول او الرفض فيما تعرضه الوسائل التابعه لها.

الأحد، 3 فبراير 2013

لماذا ؟ الرقابة على الاعلام وعلاقته بالحكام (2)


تحدثت في التدوينة السابقة عن مدى تحكم السلطات في حرية الاعلام وتقييدها بقوانين اقرب لان تكون تعجيزية كقوانين الترخيص وقوانين التحريض و الضرائب. .. فالحكومة في العديد من دول العالم الثالث تفرض قيودا من شأنها تشويه الخبر وتحريفه عن مسار الحقيقة ولا تكتفي بذلك فاللدولة كل الحق في وقف اصدار اي وسيلة اعلامية لم تلتزم بالقوانين المنصوص عليها من قبل الحكومة ففي مصر مثلا وعلى الرغم من الغاء قانون الطوارئ في بداية عام 2012 الذي كانت تجيز احد مواده ان لرئيس الجمهورية او من ينوب عنه مراقبة الرسائل والصحف والنشرات والمطبوعات وكافة وسائل التعبير عن والدعاية والاعلان الا وانه في اخر العام المنصرم وتحديدا في شهر نوفمبر قررت الحكومة الحالية في مصر ايقاف بث قنوات دريم بحجة عدم قانونية بثها من خارج مدينة الانتاج الاعلامي ما اعتبره العاملين في القناة والجمهور المتابع لها ان امر المنع داخل في نطاق تصفية الحسابات ليس الا و تأتي بعد ذلك السلطة القضائية لتنصف القناة وتسمح لها باعادة بثها من جديد ، وهذه الحالة ليست الاولى من نوعها ولن تكون الاخيرة.
فالتشريعات في الاعلام العربي ممتلئة بالقوانين والعقوبات السالبة  وفيها مايكفي من مغالاه تجعل العامل في المجال الاعلامي يحسب الف حساب للخبر قبل ان يقرر نشره.
وأخيرا ليس من حق اي سلطة تمس الدولة ان تمنع الاعلام من ان يقول كلمته سوى سلطه الشعب ، فالجمهور هو المتحكم الوحيد في اصدار او ايقاف اي وسيلة اعلامية لان الاعلام في الاساس موجه للشعب لاخبارهم واعلامهم بما تفعله السلطه وليس العكس.
شاهد "«دريم»: «حكومة قنديل» مسئولة عن غلق القناة" على YouTube

السبت، 2 فبراير 2013

لماذا ؟ الرقابة على الاعلام وعلاقته بالحكام ؟ (1)

في ظل الفضاء الالكتروني والمعلوماتي الذي يشهده العالم اجمع في السنوات الماضية من يستطيع ان يمنع صحيفة او قناة فضائية من الظهور الى المجتمع ومن في الاساس له حق الموافقه على اصدارها ، فمنذ اختراع الطباعة في اوربا وانتشارها في القرنين الخامس عشر و السادس عشر اصبح الحكام في حالة من الرعب الشديد فالوضع في وجود الصحف مثل بالنسبة لهم نوع من انواع مراقبة الشعب والرأي العام للحاكم وحاشيته وحكومته فسارع الحاكم واتباعه لاخضاع المطابع تحت رقابة مشدده خوفا من ذلك الكائن المزعج الجديد ، ولتأخذ الرقابة شكلا قانونيا متحضرا وغير مكشوف اصدر قانون الترخيص على يد هنري السابع ونص هذا القانون على الراغبين في انشاء مطبعة انه لابد من حصولهم على موافقه الدولة. اما في العالم العربي فعندما نقلت فرنسا عدواها (الصحافة ) الى مصر في القرن الثامن عشر لم تنقل وقتها مجرد صحيفة او مفهوم للصحافة بل نقلت للعرب ايضا مفهوم الرقابة عليها (الصحف) ومع العصر الحديث لم تنكسر القيود بل اخذت اشكلا رقابيه حديثة فوفقا للتقارير الدولية لمنظمات حقوق الانسان لعام 2008 يعتبر الوطن العربي اقل تمتعا بحرية الصحافة بنسبة 80% .